أكد مختصون ضرورة مواكبة المؤسسات الإعلامية للثورة التي يشهدها الذكاء الاصطناعي في المؤسسات الإعلامية، من خلال وضع خطط واستراتيجيات تتيح الاستفادة من إيجابياته والحد من سلبياته.
وأوضحوا خلال جلسة نقاشية بعنوان «الإعلام العربي في عصر الذكاء الاصطناعي»، ضمن فعاليات اليوم الأول من منتدى الإعلام العربي، أن «الذكاء الاصطناعي يدخل في نحو 60% من صناعة المنتج الإعلامي»، فيما يتوقع أن تختزل التقنيات المبتكرة عدد الصحافيين بمعدل 10 إلى واحد.
وقالت رئيسة تحرير صحيفة «الإمارات اليوم»، منى بوسمرة، إن على المؤسسات الإعلامية وضع استراتيجيات لمواكبة الذكاء الاصطناعي، مؤكدة أن «العالم في حالة استنفار للاستفادة من الثورة التقنية في مجالات الإعلام المختلفة».
وانتقدت بوسمرة الجمود الذي تعيشه بعض المؤسسات الإعلامية، «ففي حين يوشك الإعلام على الانتقال من مرحلته الرقمية إلى المرحلة الخوارزمية، لاتزال بعض المؤسسات مترددة في اتخاذ خطوة إلى الأمام».
وحول تجربة صحيفة «الإمارات اليوم» في استخدام الذكاء الاصطناعي، أكدت بوسمرة أن «الصحيفة كانت سبّاقة في استخدام التقينات المبتكرة لقراءة اتجاهات القراء»، مشيرة إلى عقد اتفاقيات مع «غوغل» لتطوير برنامج خاص يحلل بياناتهم وسلوكاتهم، من أجل تقديم المحتوى الذي يطمحون إليه في الأوقات التي تلائمهم، حسب جدولة زمنية تعتمد بشكل أساسي على خوارزميات الذكاء الاصطناعي.
وتابعت أن «كثيراً من الصحافيين عارضوا التحول الرقمي في الصحف، لكن على المؤسسات وممارسي المهنة تطوير أنفسهم لمواكبة الثورة الحالية، لأن الصحافي أو الإعلامي الكسول سيكون من أبرز ضحايا التحول الذكي في المؤسسات».
من جهته، أفاد خبير علوم الحاسوب في جامعة نيويورك أبوظبي، الدكتور نزار حبش، بأن «الذكاء الاصطناعي أصبح ركيزة أساسية في العمل الإعلامي»، مشيراً إلى أن «تصحيح نحو 80% من الأخطاء اللغوية في المؤسسات الإعلامية يمكن إنجازه باستخدام الذكاء الاصطناعي»، على الرغم من تأكيده عدم إمكانية الاستغناء عن مهنة المدقق اللغوي، «لأن اللغة العربية معقدة من ناحية التشكيل والنحو والصرف، فضلاً عن تعدد اللهجات».
ولفت إلى أن «أداء الذكاء الاصطناعي أفضل من 50% من العاملين في الصحافة، لكن الصحافي المجتهد، الموهوب، سيبقى أفضل بكثير من تقنيات الذكاء الاصطناعي»، مشيراً إلى أن «التقنيات الذكية تبقى ذكية في يد الذكي، وغبية في يد المستخدم الغبي».
وأفادت المديرة التنفيذية لمعهد الابتكار التكنولوجي في أبوظبي، الدكتورة ابتسام المزروعي، بأن «الذكاء الاصطناعي يتضمن مخاطر وتحديات كثيرة، يجب على المؤسسات الإعلامية وضع استراتيجيات للحد منها».
ودعت إلى الاستفادة من الطفرة التي شهدتها تقنيات الذكاء الاصطناعي في أدوات العمل الإعلامي، مؤكدة أن الإمارات سبّاقة في نشر المقالات التوليدية باستخدام الذكاء الاصطناعي قبل ظهور شات «جي بي تي».
• %80 من عمليات التدقيق اللغوي يمكن أن تتم باستخدام الذكاء الاصطناعي
Leave feedback about this